بسم الله الرحمن الرحيم
التَرْقِيَات الْعِلْمِيَّة لِلْمُشْرِفِ الْتَّرْبَوِيِّ
وَرَقَةِ عمل تقدم بها
أَ.د. حسن منْدِيْل حسْن العَكِيلي الى ورشة العمل التي نظمتها هيئة النزاهة/دائرة التعليم، بالتعاون مع وزارة التربية ، يوم الثلاثاء الموافق 20/4/2010
----------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيد الأنام محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين وسلّم تسليماً كثيراً...
فِكْرَة الْوَرَقَةِ: تَدْعُو هَذِهِ الْوَرَقَة الَى تَطْبِيْق التَرْقِيَاتِ الْعِلْمِيَّةِ فِيْ وَزَارَةِ الْتَّرْبِيَةِ عَلَىَ غِرَارِ مَا مَعْمُوْلَ بِهِ فِيْ وَزَارَةِ الْتَّعْلِيْمِ الْعَالِيْ وَالْبَحْثِ الْعِلْمِيَّ مَعَ مُرَاعَاة خُصُوْصِيَّة الْمُنْتَسِبِيْنَ الَىَّ وَزَارَة الْتَّرْبِيَةِ وَتَحْصِيلهم الْعِلْمِيَّ وتَخَصَّصاتِهمْ وَقُدُرَاتِهِمْ الْعِلْمِيَّةِ. مما يمهد التَّوَجُّه إِلَىَ تَحْوِيْلِ بَعْضٍ مَدَارِس الْتَّعْلِيْمِ الْعَامِّ إِلَىَ مَدَارِسْ الْمُسْتَقْبَلِ الَّتِيْ تسْتَخْدَمُ الْتِّقْنِيَّاتِ الْحَدِيثَةِ وُفِقَ خُطَّة عِلْمِيَّة مَدْرُوْسَة .
الْأَسْبَاب الْمُوْجِبَةِ:
- ذَلِكَ انّ الْاشْرَاف الْتَّرْبَوِيّ الْانَ هُوَ أَقْرَبُ الَى الْعَمَلِ الاداريٍ وَالْتَّرْبَوِيَّ الْسُّلْطَوِيِّ مِنْهُ الَىَّ الْتوجيه الْعِلْمِيَّ.
- انّ كَثِيْرا مِنْ الْمُدَرِّسِيْن لَا يَعْلَمُوْنَ الْبَحْث وَخَطَوَاته عَلَىَ الْرَّغْمِ مِنْ أَهَمِّيَّةِ الْبَحْثِ الْعِلْمِيَّ وَضَرُوْرَتِه الْقُصْوَىَ لِكُلِّ مُعَلِّم أَوْ مُدَرِّس لِكَوْنِهِ شَرْطا أَسَاسُا مِنْ شُرُوْطِ الْتَّعْلِيْمِ فِيْ كُلِّ مَرَاحِلِهِ.
- انّ الْتَّعْلِيْم هُوَ أَعْظَمُ اسْتِثْمَارِ لِلْمُجْتَمَعِ، وَان الْمُشْرِف الْتَّرْبَوِيّ هُوَ رُكْن أَسَاس فِيْ الْتَّرْبِيَةِ وَالْتَّعْلِيْمِ فَيَنْبَغِيْ ايلائِه أَقْصَىْ دَرَجَات الْعِنَايَةِ العلمية.واشتراط حصوله على اللقب العلمي قبل تكليفه بمهام الاشراف التربوي.
الْمِحْوَرُ الْأَوَّلْ: دَوْر هَيْئَةِ النَّزَاهَةِ :
انّ أَهُم مَا أَخَذَتْهُ هَيْئَة النَّزَاهَةِ عَلَىَ عَاتِقِهَا، قِيَامهَا بِنَشْرِ ثَقَافَة النَّزَاهَةِ مِنْ خِلَالِ بَرَامِجَ عِلْمِيَّةٍ رَصِيْنَةٍ وَلَا سِيَّمَا فِيْ اقَامَةِ الْنَّدَوَاتِ وَالمُؤْتَمَرَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْحَلَقَاتِ النِّقَاشِيَّة بِمُشَارَكَةِ مُؤَسَّسَاتِ الْدَّوْلَةِ وَالتَّعَاوُنِ مَعَهَا فِيْ تَطْوِيْرِ أَدَائِهَا وَتَشْجِيعهَا فِيْ تَحَمُّلِ الْمَسْؤُوْلِيَّةِ بِجَدَارَةٍ وَاخْلاص، مِمَّا يَأْتِيَ بِنَتَائِجَ اكْثَرَ جَدْوَى مِن مَهَامِ الْرَقَابَةِ وَالْمُحَاسَبَة. مِنْ هُنَا ترْتَبِط فِكْرَة وَرَقَة الْعَمَلِ اذ تَدْعُوَ الَى رَفَع الْمُسْتَوَى الْعِلْمِيَّ وَالاداريٍ لْمُنْتَسْبيّ مُؤَسَّسَاتِ الْدَّوْلَةِ التعليمية، لِتَحْرِيْكِ الْوَاقِعِ الْتَّقْلِيِّدِيِّ الَّذِيْ تَعِيْشُهُ، وَوَضَع الْمَعَايِيْرِ الْعِلْمِيَّةِ الرصينة للتّصُديّ لَلمَهَامِ الادَارِيّة وَالْعِلْمِيَّةِ وَالتَرْبَوِيَّةِ. وَمِنْهَا الْاشْرَاف الْتَّرْبَوِيِّ الَّذِيْ يُعَانِيْ مِنْ وَاقِعْ لَا يَفِي بِمَتَطَلِّبَاتِ الْوَاقِعِ المعاصر. تُؤَسّسُ عَلَىَ اجْتِيَازِ الْمُدَرِّس أَوَالْمُعْلَم التَرْقِيَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَحُصُولِهِ عَلَىَ الَّلَقَب الْعِلْمِيَّ الَّذِيْ يُؤَهِّلُهُ لِلْتَّصَدِّيَ لِمُهِمَّة الْاشْرَافِ الْتَّرْبَوِيِّ وَغَيْرِهَا مِنْ الْمَهَامِّ الادَارِيّة، فَضْلَا عَنِ الحَوَافَز الْاخْرَى الَّتِيْ تُتِيْحُهَا التَرْقِيَات الْعِلْمِيَّةِ لِلْمُدَرِّسِ كَزِيَادَةِ جُزْئِيَّة فِيْ سُلَمِ رَاتِبِهِ أَوْ تَّقْلِيْل نصَاب مُحَاضَرَاتِهِ وَكَمَا هُوَ مَعْمُوْلٌ به فِيْ وَزَارَةِ الْتَّعْلِيْمِ الْعَالِي. وَلَيْسَ عَلَىَ مَعَايِيْرِ سَنَوَاتِ الْخِدْمَةِ، وَالْمُدَرِّسُ الْقَدِيْم أَوَالْجَدِيدُ.
لَا تَخْلُوَ وَزَارَة مِنْ فَسَادِ ادّارِيّ أَوْ مَالِيْ عَلَىَ الْرَّغْمِ مِنْ الْجِهَازِ الرْقَابِيّ لَدَيْهَا وَالْهَيْكَلِ الاداريٍ. وَوُزَارَة الْتَّرْبِيَةِ لَيْسَ بِمَعْزِلٍ عَنِ الْوَاقِعْ الَّذِيْ نَعِيْشُهُ اذْ تُعَانِيْ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ عَلَىَ الْرَّغْمِ مِنْ خُطُوْرَتِهِ، لاهمّيّة وَزَارَة الْتَّرْبِيَةِ فِيْ بِنَاءِ الَّاجْيَال وَرسم الْمُسْتَقْبَل لِلْبَلَدِ. لِذَلِكَ يَنْبَغِيْ ايلَائِهَا أَهَمِّيَّة خَاصَّة. وَقَدْ تَحَدَّثَتْ بَعْضُ وَسَائِلِ الاعْلام أَنَّهَا حَصَلَتْ عَلَىَ وَثَائِقَ وَمَلَفَّات تَكْشِفُ عَنْ وُجُوْدِ فَسَادٍ مَالِيْ وَادَارِي وَمُخَالَفَاتِ قَانُوْنِيَّة وَهَدَر الْمَالِ الْعَامِّ وَمِلْيَارَاتِ ذَهَبَتْ أَدْرَاجَ الْرِّيَاحِ .فِيْ وَزَارَةِ الْتَّرْبِيَةِ .
الْحَقُ أَنَّ وَزَارَةَ الْتَّرْبِيَةِ تَحْتَاجُ الَىَّ نهضة شاملة تَشْمَلُ جَمِيْع مَرَافِقِهَا وَادَارَاتِهَا وَعَلَىَ رَأْسِهَا الْاشْرَاف الْتَّرْبَوِيِّ الَّذِيْ هُوَ رُكْن أَسَاس فِيْ الْوَزَارَةِ، مِنْ هُنَا نقْتَرَح بَعْضَ الْمُقْتَرَحَاتِ الَّتِيْ تُسَاعِدُ عَلَىَ تَّطْوِيْرِ الْجِهَازُ الْتَّرْبَوِيِّ وَيحدُّ مِنْ ترَاجِعَه لاهَمّيْتة الاشراف التربوي فِيْ بِنَاءِ الْبَلَدِ وَمُسْتَقْبَلِهِ مِنْ خِلَالِ الْعِنَايَةِ بِأَهَمِّ شَرِيْحَة تَتَصَدَّى لِهَذِهِ المَسْؤليّة.
وَاذّا دَعَوْنَا الَىَّ اصْلَاحِ فِيْ وَزَارَةِ الْتَّرْبِيَةِ، فَانٍ الْاصْلَاحَ هُنَا لَا يَعْنِيْ بِالْضَّرُوْرَةِ وُجُوْدِ فَسَادٍ ادّارِيّ أَوْ مَالِيْ مَقْصُوْد بَلْ نَقْصِدُ بِهِ وُجُوْد تَأَخَّر وَرُبَّمَا جَهْلٍ يُؤَدِّيَ الَىَّ فَسَاد يَصْعبُ مُكَافَحَته مُسْتَقْبَلَا. نَقْصِدُ بِاصْلاحِ الْنِّظَامِ الْتَّرْبَوِيِّ وَالاداريٍ الْتَّقْلِيِّدِيِّ، وَضَعَ آَلِيّاتٍ جَدِيْدَة لِعَمَلِه وَاسْتِبْدَال الْوَسْائِلِ التَّقْلِيْدِيَّةِ بِوَسَائِلَ أَكْثَرَ تَطَوُّرا تُسْهِمُ فِيْ ازَالَة الْفَسَاد الاداريٍ بِصُوْرَةٍ غَيْرِ مُبَاشَرَةٍ أَوْ - في الأقل - لَا يُسَاعِدُ عَلَىَ ممارسة الفساد مستقبلا وَانْتِشَارِهِ وَمَنْ ثمّ اسْتِفَحَالُهُ. وَيُجَنِّبُهَا الْنَّمَطِيَّة وَالتَقْلِيدِيّة وَالْطَّرَائِقِ الْمُسْتَهْلَكَة الْمَقِيْتَةَ فِيْ نِظَامهَا الاداريٍ وَالْتَّرْبَوِيَّ.
وَعَلَى الْرَّغْمِ مِنْ الْمُشْتَرَكَاتِ الْكَثِيْرَةِ بَيْنَ وَزَارَتِيْ الْتَّرْبِيَةِ وَالْتَّعْلِيْمِ الْعَالِي وَتَكَامِلهُما فِيْ تَحْقِيْقِ الاهْدَاف الْعِلْمِيَّةِ وَالْتَّرْبَوِيَّةِ لِلْأَجْيَالِ، الَا انْ الْبَوْن وَاسِعٌ مِنْ حَيْثُ: الْثَوَابِتِ وَالْمُتَغَيِّرَاتِ وَالْمَنَاهِجَ الْدِّرَاسِيَّةِ وَالْخُصُوْصِيَّةِ وَالادَارَة وَالْقَوَانِيْنِ وَالتَّدْرِّيسِيِّينَ وَمُسْتَوَاهم الْعِلْمِيَّ وَتَّحْصِيْلِهم الْدِّرَاسِي وَغَيْرِهَا... وَيُمْكِنُ الاسْتِفَادَة مِنَ الضوابط الْعِلْمِيَّةِ لِوَزَارَةِ الْتَّعْلِيْمِ الْعَالِيْ وَلَا سِيَّمَا في تَطْبِيْق التَرْقِيَاتِ الْعِلْمِيَّةِ مع مرَاعِاة خُصُوْصِيَّة مُنْتَسَبِيْ وَزَارَة الْتَّرْبِيَةِ. مِمَّا يَرْفَعُ مِنْ الْمُسْتَوَىَ الْعِلْمِيَّ لْمُنْتَسْبيّ الْوِزَارَة وَيُؤَثِّرُ تَأْثِيْرا ايِجَابِيّا فِيْ الْمُجْتَمَعِ كُلِّهِ لِارْتِبَاطِ الْحقل الْتَّرْبَوِيِّ بِالْمُجْتَمَعِ ارِبَاطَا وَثِيْقَا.
الْمِحْوَرِ الْثَّانِيَ: الْاشْرَاف الْتَّرْبَوِيِ:
إِنَّ عَمَلِيَّةَ الْإِشْرَافِ، إِذَا أُرِيْدَ لَهَا أَنْ تُؤَدّى عَلَىَ الْوَجْهِ الْأَكْمَل ، يَنْبَغِيْ تَطْبِيْقُ التَرْقِيَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَحُصُول الْمُشْرِف الْتَّرْبَوِيِّ عَلَىَ الَّلَقَب الْعِلْمِيَّ فَضْلَا عَنِ ذَلِكَ مُرَاعَاة الْمَسْائِلِ الاتِيَةِ: :
ـ اخْتِيَار الْمُشْرِفِيْنَ الْتّرْبَوِيِّين مِنْ بَيْنِ الَّذِيْنَ مَارَسُوْا الْتَّعْلِيْمِ وَالْإِدَارَةِ مُدَّةً لَا تَقُل عَنْ عَشْرِ سَنَوَاتٍ، بَعْدَ أَنْ يَجْتَازُوْا دَوْرَاتِ خَاصَّةً مُعَدَّة لِهَذَا الْغَرَضِ بِتَفَوُّقٍ.
- تُدْرَس أَضَابِيْرهم، وَيَجْرِيَ التَّعَرُّف عَلَى أَوْضَاعِهِمْ دَاخِلَ الْمَدْرَسَةِ وَخَارِجَهَا، وَعَلَىَ مُسْتَوَاهم الْثَّقَافِيّ، وَالِاجْتِمَاعِيّ، وَالْعِلْمِيِّ. وَالتَّعَرُّفِ عَلَىَ عِلَاقَتهم بمُدِيْر الْمَدْرَسَةِ وبِالْمُعَلِّمِيْنَ ، وَمَدَىْ الاحْتِرَامِ المتبادل بينهم، وَالْعَمَل عَلَىَ تَعْزِيْز هَذِهِ الْعَلَاقَات وَتَوَطُيدِهَا.
ـ إِعْدَادُ دَوْرَاتِ سَنَوِيَّة لِلْمُشْرِفِيْنَ الْتّرْبَوِيِّين لِغَرَضِ الْإِطِّلاع عَلَىَ أَحْدَثِ الْأَسَالِيْب الْتَّرْبَوِيَّةِ، ولِتَبادُل الْخِبْرَاتِ وَالْتَّجَارُبِ الَّتِيْ حَصَلُوْا عَلَيْهَا خِلَالَ عَمَلِهِمْ.
ـ تَنْظِيْم زِيَارَات لِلْمُشْرِفِيْنَ الْتّرْبَوِيِّين لَمُخْتَلِف الْبُلْدَان، بُغْيَةَ الْإِطِّلاعَ عَلَىَ الْأَسَالِيْب الْتَّرْبَوِيَّةِ الْمُتَّبَعَة فِيْ تِلْكَ الْبُلْدَانْ، وَالَاسِتِفَادَة مِنْهَا فِيْ تَطْوِيْرِ أَسَالِيبَنا الْتَّرْبَوِيَّةِ .
- مقدرة المشرف التربوي على جَمْع الْخِبْرَاتِ الْجَيِّدَة الَّتِيْ يَحْصُلُ عَلَيْهَا مِنْ خِلَالِ عَمَلِهِ، وَتَّعْمِيمِهَا عَلَىَ الْمَدَارِسِ لِلْاسْتِفَادَةِ مِنْهَا. وَالْعَمَلُ عَلَىَ مُعَالَجَة الْعُزْلَةِ الْفِكْرِيَّة لَدَىَّ الْمُعَلِّمِيْنَ.
- مقدرته على التَّعَرُّفِ عَلَىَ مُسْتَوَىَ الْتَّلامِيْذ فِيْ جَمِيْعِ الْنَّوَاحِي ، الْشَّخْصِيَّةِ ، وَالْعِلْمِيَّةِ ، وَالتَرْبَوِيَّةِ وَالْإِسْهَامِ فِيْ الْسَّمَو بِهَا ،
- عِنَايَته الْمُتَوَازِنَة بَيْنَ الْمُسْتَوَىَ الْعِلْمِيَّ وَالاداريٍ اذْ غَالِبا مَا يَطَغَىَ الْجَانِبِ الاداريٍ وَالتَّوْجِيْهِ الْتَّرْبَوِيِّ التعليمي لَدَىَّ الْكَثِيرِ مِنْ الْمُشْرِفِيْنَ الْتّرْبَوِيِّين عَلَىَ الْمُسْتَوَىَ العلمي. اذ ثمة فرق بين المستويين: العلمي والتعليمي.
- الْإِحَاطَةُ الْتَّامَّة بِالَّمَناهِجَ الْمَدْرَسِيَّة، كَيْ يَتَمَكَّنَ مِنْ التَّعَرُّفِ عَلَىَ سَيْرِ الْعَمَلِيَّةِ الْتَعْلِيْمِيَّةِ، وَالْمُسْتَوَى الَّذِيْ وَصَلَ إِلَيْهِ الْتَّلامِيْذُ، وَمَدَىْ إِحَاطَةِ الْمُعَلِّمُ بِالْمَادَّةِ الَّتِيْ يُدَرِّسُهَا .
- الْتَّتَبُّعِ وَالَّدِّرَاسَةِ الَّتِيْ تُمَكِّنُهُ مِنْ التَّعَرُّفِ عَلَىَ آَخَر التَّطَوُّرَاتِ فِيْ الْأَسَالِيْب الْتَّرْبَوِيَّةِ وَالْتَّعْلِيْمِيَّةِ ، بُغْيَةَ إِيْصَالهَا بِدَوْرِهِ إِلَىَ الْمُعَلِّمِيْنَ لِلْاسْتِفَادَةِ مِنْهَا. .
- فَضْلَا عَنْ عِنَايَتِهِ بِوَاجِبَاتِهِ الْتَّرْبَوِيَّةِ وَالادَارِيّة الْاخْرَى نَحْوَ الْكَيْفِيَّةِ الَّتِيْ تتَمَّ بِمُوْجِبِهَا تَوْزِيعِ الْدُّرُوسِ عَلَىَ الْمُعَلِّمِيْنَ ، وَهَلْ رُوْعِيَتْ فِيْهَا الرَّغْبَةِ وَالِاخْتِصَاصِ وَالْخِبْرَةَ لَدَىَّ الْمُعَلِّمِيْنَ. وَحَاجَة الْمَدْرَسَةِ لَمُخْتَلِفٌ وَسَائِلِ الْإِيْضَاحِ، والأجهزة التقنية، والمختبرات، وَالْأَثَاث ، وَغَيْرِهَا مِنْ اللَّوَازِمِ الْضَّرُوْرِيَّةِ. وَالْإِطِّلاع عَلَىَ مَكْتَبَةِ الْمَدْرَسَةِ، وَمَا تَحْتَوِيْهِ مِنْ كُتُبِ، ونوْعِيَّتِهَا، وَمَدَىْ فَائِدَتِهَا لِلْتَّلامِيْذِ وَالْمُعَلِّمِيْنَ، وَتَغَذِيَّتِهَا بِمَا يَسْتَجِدُّ مِنَ الْكُتُبِ الْمُفِيْدَةِ... وَغَيْرِ ذَلِكَ.
المحور الثالث: تَوْصِيَاتِ :
- انْ تَطْبِيْق التَرْقِيَاتِ الْعِلْمِيَّةِ خَطْوَة في الاتجاه الصحيح نَحْوَ تَطَوّير قُدُرَاتِ الْمُشْرِف الْتَّرْبَوِيِّ لِتَحْقِيْقِ مَدْرَسَةِ الْمُسْتَقْبَلِ: ( lsmart school ) أَوْ الْمُدرسَةِ الْذَّكِيَّةِ كَمَا يُطْلَقُ عَلَيْهَا الْيَوْم وَالَّتِي تَسْعَى الَيْهَا بَعْض الْدُّوَلِ. وَهِيَ: (مَشْرُوع تَرْبَوِيّ يَطْمَحُ لِبِنَاءِ أنَمُوْذَج مُبْتَكِر لَمَدْرَسَة حَدِيْثَة مُتَعَدِّدَة الْمُسْتَوَيَاتِ تسْتَمَدُّ رِسَالَتهُا مِنْ الْإِيْمَان بِأَنّ قُدْرَة الْمُجْتَمَعَاتِ عَلَىَ الْنُّهُوْضِ وَتَحْقِيْقِ الْتَّنْمِيَةِ الْشَّامِلَةِ مُعْتَمَدَةِ عَلَىَ جَوْدَةِ إِعْدَاد بِنَائِهَا الْتَّرْبَوِيِّ وَالتَعْلِيْميّ, لِذَا فَان الْمَدْرَسَة تعَدُّ الْمُتَعَلِّمِيْنَ فِيْهَا لْحَيَاة عَمَلِيَّة نَاجِحَة مَعَ تَرْكِيْزهَا عَلَىَ الْمَهَارَاتِ الْأَسَاسِيَّة وَالعَصَرِيّة وَالْعَقْلِيَّةِ بِمَا يَخْدُمُ الْجَانِب الْتَّرْبَوِيِّ وَالْقِيَمِيِّ لَدَىَّ الْمُتَعَلِّمِيْنَ ) .
- انّ الْمَدْرَسَة مُؤَسَّسَةٌ تَعْلِيْمِيَّةٌ تَرْبَوِيَّة تُعْنَىْ بِبِنَاءِ الْمُتَعَلِّمِيْنَ بِنَاءً شَامِلا وَتَسْعَى إِلَىَ تَرْجَمَةِ غَايَة الْتَّعْلِيْمِ وَأَهَدَافِهِ إِلَىَ سُلُوْكٍ وَقِيَمِ ذَاتِ أَهْدَاف تَرْبَوِيَّةِ وَتَعْليْميّة وَاجْتِمَاعِيَّةٍ وَلِذَا وَجَبَ أَنْ يَكُوْنَ لَهَا دَوْرُهَا الْرِيَادِي فِي خِدْمَةِ الْمُجْتَمَعِ وَالتَّوَاصُل مَعَهُ فِيْمَا يُحَقِّقُ الْأَهْدَافَ الْمَرْجُوَّة، ولِيَّكُوُنَ لَمَدْرَسَة الْمُسْتَقْبَلِ ذَلِكَ الْدَّوْر فَإِن عَلَيْها أَنْ تتَعَدّى محيطها وَتذْهِبُ إِلَىَ عُمْقِ الْمُجْتَمَعِ لِتَتَّسِعَ دَائِرَةُ تَأْثِيْرهَا من خلال إِيْجَادِ الْبَرَامِجِ الاجْتِمَاعِيَّةِ الَّتِيْ يُدْعَىَ إِلَيْهَا فِئَاتُ الْمُجْتَمَعِ الْمُخْتَلِفَة. والْمُشَارِكَة فِيْ مُنَاسَبَات الْمُجْتَمَعِ الْمُخْتَلِفَةِ وتأدية الْأَدْوَارِ الْإِيجَابِيَّة فِيْ تَفَعِيْلَهَا.
- سَاعَدَتْ ثَوْرَة الَاتْصِالِات وَالْمَعْلُوْمَاتِ وَالانْفُجَارٍ الْمَعْرِفِيّ عَلَىَ تَغَيُّر حَيَاة الْأَفْرَادِ وَالْمُجْتَمَعَاتِ. وَلِذَا تُعَدُّ الْمَنَاهِج الْمَدْرَسِيَّة هِيَ مَصْدَرُ الْمَعْرِفَةِ الْوَحِيْد لِلْمُتَعَلِّمِ وَمِنْ هَذَا الْمُنْطَلَقِ فَانَّهُ يَنْبَغِي أَنْ تُرَاعِي مَنَاهِج مَدْرَسَةِ الْمُسْتَقْبَلِ تِلْكَ التَّغَيُّرَاتِ الْمُتَلَاحِقَة وَالْأَحْدَاثَ الْيَوْمِيَّةِ مِنْ حَيْثُ الْمُحْتَوَىْ وَالاسْتِفَادَةِ مِنْ التِقَنِيَةِ الْحَدِيثَةِ وَبِهَذَا يُمْكِنُ الْقَوْلُ أَنَّ تَطَوّيرَ الْمَنَاهِجِ عَمَلِيَّةُ مُسْتَمِرَّةٌ مَّبْنِيَّةٌ عَلَىَ أُسُسِ وَاضِحَة مُحَافِظَة عَلَىَ خَصَائِصِ الْأُمَّةِ فِيْ الْنَّوَاحِيَ الْثَّقَافِيّة وَالْقِيَمِيَّة وَالَعَقَائِدِيَّة وضمنَ نِظَامٍ مُتَطَوِّر مُسَايَر لِّمُتَطَلَّبَاتِ الْعَصْرِ ... .
- تَحْوِيِل الْعَلَاقَة بَيْنَ الْتِّلْمِيْذ وَالْمَدْرَسَةِ وَبَيْنَ الْمُدَرِّس وَالْمُشْرِفِ وَالادَارَة إِلَىَ مُشَارَكَة دِيْمُقْرَاطِيَّة وَتَعَاوَن لَا يَسُوْدُهَا جَو مِنَ الْخَوْفِ وَالرَّهْبَةِ. مِنْ خِلَالِ تَرْكِيْز الْمُشْرِف الْتَّرْبَوِيِّ أَوَّلَا عَلَىَ الْجَوَانِبِ الْإِيجَابِيَّة فِيْ عَمَلِ الْمُعَلِّم وَإِطْرَائِهَا، بِأُسْلُوبٍ تَرْبَوِيّ يلِيْقُ بِمَكَانَةِ الْمُعَلِّم أَوْ الْمُدَرِّس الْسَّامِيَةِ، وَبِهَذِهِ الْطَّرِيْقَةِ يَدْفَعُ الْمُشْرِفُ الْتَّرْبَوِيِّ الْمُعَلِّمِيْنَ عَلَىَ تَحْسِيْنِ أَدَاءِ عَمَلِهِمْ وَتَطْوِيْره ، فِيْ جَوِّ مِنْ الِاحْتِرَامِ الْمُتَبَادَل، يَسْتَطِيْعَانِ بِوَسِاطَتِهِ مُعَالَجَة كُلّ مَا تُجَابَه الْمَدِرَسَة مِنْ مَشَاكِل بِيُسْرٍ وَسُهُوْلَةٍ وَتَحْقِيْقِ أَهْدَافهَا الْعِلْمِيَّةِ وَالْتَّعْلِيْمِيَّةِ.
- إِظْهَار مَوَاهِبِ الْمُتَعَلِّمِيْنَ وَقُدُرَاتِهِمْ الْعَمَلِيَّةِ وَالْمِهَنِيَّةِ . ورَفَع مُسْتَوَى تَفْكِيْرِهم وَجَعَلَهُ قَادِرا عَلَىَ الْتَّجْدِيْدِ وَالابْتِكَار وَالْإِبْدَاع. من خلال الْتَرْكِّيز عَلَىَ أَنْ يَكُوْنَ الْمُتَعَلِّم مِحْوَر الْعَمَلِيَّةِ الْتَعْلِيْمِيَّةِ .
- تَغْيِيْر ثَقَافَة الْعَمَلِ فِيْ إِدَارَةِ الْمَدْرَسَةِ بِتَحْوِيْلِ مُفَاهَيْم مُدِيْرِيْ الْمَدَارِسِ بِاتِّجَاهِ الْإِدَارَةِ بِالْفُرَيْقِ وسياسة الاجماع وَالِاعْتِمَادِ عَلَىَ أُسْلُوْبِ الْإِبْدَاع وَحَلَّ الْمُشْكِلَاتِ . ومنح فَرِيْق الْعَمَلِ فِيْ إِدَارَةِ الْمَدْرَسَةِ الْصَّلاحِيَّاتِ الْلَّازِمَة الَّتِيْ تُمَكِّنُهُ مِنْ اتِّخَاذِ الْقَرَارَاتِ الْمُفَعَّلَة لِلْعَمَلِ دُوْنِ انْتِظَارٌ الْتَّعْلِيْمَاتِ الَّتِيْ تُمْلَىَ عَلَيْهِمْ.
الْمَصَادِرُ:
- صُوْرَة الْمَدْرَسَة فِيْ الْمُسْتَقْبَلِ، عَبْدِالْرَّحْمَنِ المشِيَقيْح , (1419هِـ ).
- مُسْتَقْبِل الْتَّرْبِيَةِ وَتَرْبِيَةُ الْمُسْتَقْبَلِ، الْمُنَظَّمَة الْعَرَبِيَّة لِلْتَّرْبِيَةِ وَالْثَّقَافَةِ, تُوْنِس(1408هِـ) .
- مَشْرُوْع مَدْرَسَةِ الْمُسْتَقْبَلِ، مَكْتَب الْتَّرْبِيَةِ بِدُوَلِ الْخَلِيْجِ الْعَرَبِيّ ( 1420هِـ ) .
- الْمَنْهَج أُصُوْله ,أَنْوَاعه , مُكَوِّنَاته، مُحَمّد زِيَاد حَمْدَان (1402هِـ )
- وَرَقَة عَمَلِ حَوْلَ مَدْرَسَةِ الْمُسْتَقْبَلِ، بَوَّابَة مَكْتَب الْتَّرْبِيَةِ الْعَرَبِيّ لِدُوَلِ الْخَلِيْجِ 5/9/2006. http://www.abegs.org/Aportal/Default.aspx
- وكالة السلطة الرابعة للأنباء (سرا) / بغداد 2010-03-25 .
أ. د. حسن منديل حسن العكيلي
كلية التربية للبنات- جامعة بغداد
aligeali@Gmail.com
التَرْقِيَات الْعِلْمِيَّة لِلْمُشْرِفِ الْتَّرْبَوِيِّ
وَرَقَةِ عمل تقدم بها
أَ.د. حسن منْدِيْل حسْن العَكِيلي الى ورشة العمل التي نظمتها هيئة النزاهة/دائرة التعليم، بالتعاون مع وزارة التربية ، يوم الثلاثاء الموافق 20/4/2010
----------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيد الأنام محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين وسلّم تسليماً كثيراً...
فِكْرَة الْوَرَقَةِ: تَدْعُو هَذِهِ الْوَرَقَة الَى تَطْبِيْق التَرْقِيَاتِ الْعِلْمِيَّةِ فِيْ وَزَارَةِ الْتَّرْبِيَةِ عَلَىَ غِرَارِ مَا مَعْمُوْلَ بِهِ فِيْ وَزَارَةِ الْتَّعْلِيْمِ الْعَالِيْ وَالْبَحْثِ الْعِلْمِيَّ مَعَ مُرَاعَاة خُصُوْصِيَّة الْمُنْتَسِبِيْنَ الَىَّ وَزَارَة الْتَّرْبِيَةِ وَتَحْصِيلهم الْعِلْمِيَّ وتَخَصَّصاتِهمْ وَقُدُرَاتِهِمْ الْعِلْمِيَّةِ. مما يمهد التَّوَجُّه إِلَىَ تَحْوِيْلِ بَعْضٍ مَدَارِس الْتَّعْلِيْمِ الْعَامِّ إِلَىَ مَدَارِسْ الْمُسْتَقْبَلِ الَّتِيْ تسْتَخْدَمُ الْتِّقْنِيَّاتِ الْحَدِيثَةِ وُفِقَ خُطَّة عِلْمِيَّة مَدْرُوْسَة .
الْأَسْبَاب الْمُوْجِبَةِ:
- ذَلِكَ انّ الْاشْرَاف الْتَّرْبَوِيّ الْانَ هُوَ أَقْرَبُ الَى الْعَمَلِ الاداريٍ وَالْتَّرْبَوِيَّ الْسُّلْطَوِيِّ مِنْهُ الَىَّ الْتوجيه الْعِلْمِيَّ.
- انّ كَثِيْرا مِنْ الْمُدَرِّسِيْن لَا يَعْلَمُوْنَ الْبَحْث وَخَطَوَاته عَلَىَ الْرَّغْمِ مِنْ أَهَمِّيَّةِ الْبَحْثِ الْعِلْمِيَّ وَضَرُوْرَتِه الْقُصْوَىَ لِكُلِّ مُعَلِّم أَوْ مُدَرِّس لِكَوْنِهِ شَرْطا أَسَاسُا مِنْ شُرُوْطِ الْتَّعْلِيْمِ فِيْ كُلِّ مَرَاحِلِهِ.
- انّ الْتَّعْلِيْم هُوَ أَعْظَمُ اسْتِثْمَارِ لِلْمُجْتَمَعِ، وَان الْمُشْرِف الْتَّرْبَوِيّ هُوَ رُكْن أَسَاس فِيْ الْتَّرْبِيَةِ وَالْتَّعْلِيْمِ فَيَنْبَغِيْ ايلائِه أَقْصَىْ دَرَجَات الْعِنَايَةِ العلمية.واشتراط حصوله على اللقب العلمي قبل تكليفه بمهام الاشراف التربوي.
الْمِحْوَرُ الْأَوَّلْ: دَوْر هَيْئَةِ النَّزَاهَةِ :
انّ أَهُم مَا أَخَذَتْهُ هَيْئَة النَّزَاهَةِ عَلَىَ عَاتِقِهَا، قِيَامهَا بِنَشْرِ ثَقَافَة النَّزَاهَةِ مِنْ خِلَالِ بَرَامِجَ عِلْمِيَّةٍ رَصِيْنَةٍ وَلَا سِيَّمَا فِيْ اقَامَةِ الْنَّدَوَاتِ وَالمُؤْتَمَرَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْحَلَقَاتِ النِّقَاشِيَّة بِمُشَارَكَةِ مُؤَسَّسَاتِ الْدَّوْلَةِ وَالتَّعَاوُنِ مَعَهَا فِيْ تَطْوِيْرِ أَدَائِهَا وَتَشْجِيعهَا فِيْ تَحَمُّلِ الْمَسْؤُوْلِيَّةِ بِجَدَارَةٍ وَاخْلاص، مِمَّا يَأْتِيَ بِنَتَائِجَ اكْثَرَ جَدْوَى مِن مَهَامِ الْرَقَابَةِ وَالْمُحَاسَبَة. مِنْ هُنَا ترْتَبِط فِكْرَة وَرَقَة الْعَمَلِ اذ تَدْعُوَ الَى رَفَع الْمُسْتَوَى الْعِلْمِيَّ وَالاداريٍ لْمُنْتَسْبيّ مُؤَسَّسَاتِ الْدَّوْلَةِ التعليمية، لِتَحْرِيْكِ الْوَاقِعِ الْتَّقْلِيِّدِيِّ الَّذِيْ تَعِيْشُهُ، وَوَضَع الْمَعَايِيْرِ الْعِلْمِيَّةِ الرصينة للتّصُديّ لَلمَهَامِ الادَارِيّة وَالْعِلْمِيَّةِ وَالتَرْبَوِيَّةِ. وَمِنْهَا الْاشْرَاف الْتَّرْبَوِيِّ الَّذِيْ يُعَانِيْ مِنْ وَاقِعْ لَا يَفِي بِمَتَطَلِّبَاتِ الْوَاقِعِ المعاصر. تُؤَسّسُ عَلَىَ اجْتِيَازِ الْمُدَرِّس أَوَالْمُعْلَم التَرْقِيَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَحُصُولِهِ عَلَىَ الَّلَقَب الْعِلْمِيَّ الَّذِيْ يُؤَهِّلُهُ لِلْتَّصَدِّيَ لِمُهِمَّة الْاشْرَافِ الْتَّرْبَوِيِّ وَغَيْرِهَا مِنْ الْمَهَامِّ الادَارِيّة، فَضْلَا عَنِ الحَوَافَز الْاخْرَى الَّتِيْ تُتِيْحُهَا التَرْقِيَات الْعِلْمِيَّةِ لِلْمُدَرِّسِ كَزِيَادَةِ جُزْئِيَّة فِيْ سُلَمِ رَاتِبِهِ أَوْ تَّقْلِيْل نصَاب مُحَاضَرَاتِهِ وَكَمَا هُوَ مَعْمُوْلٌ به فِيْ وَزَارَةِ الْتَّعْلِيْمِ الْعَالِي. وَلَيْسَ عَلَىَ مَعَايِيْرِ سَنَوَاتِ الْخِدْمَةِ، وَالْمُدَرِّسُ الْقَدِيْم أَوَالْجَدِيدُ.
لَا تَخْلُوَ وَزَارَة مِنْ فَسَادِ ادّارِيّ أَوْ مَالِيْ عَلَىَ الْرَّغْمِ مِنْ الْجِهَازِ الرْقَابِيّ لَدَيْهَا وَالْهَيْكَلِ الاداريٍ. وَوُزَارَة الْتَّرْبِيَةِ لَيْسَ بِمَعْزِلٍ عَنِ الْوَاقِعْ الَّذِيْ نَعِيْشُهُ اذْ تُعَانِيْ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ عَلَىَ الْرَّغْمِ مِنْ خُطُوْرَتِهِ، لاهمّيّة وَزَارَة الْتَّرْبِيَةِ فِيْ بِنَاءِ الَّاجْيَال وَرسم الْمُسْتَقْبَل لِلْبَلَدِ. لِذَلِكَ يَنْبَغِيْ ايلَائِهَا أَهَمِّيَّة خَاصَّة. وَقَدْ تَحَدَّثَتْ بَعْضُ وَسَائِلِ الاعْلام أَنَّهَا حَصَلَتْ عَلَىَ وَثَائِقَ وَمَلَفَّات تَكْشِفُ عَنْ وُجُوْدِ فَسَادٍ مَالِيْ وَادَارِي وَمُخَالَفَاتِ قَانُوْنِيَّة وَهَدَر الْمَالِ الْعَامِّ وَمِلْيَارَاتِ ذَهَبَتْ أَدْرَاجَ الْرِّيَاحِ .فِيْ وَزَارَةِ الْتَّرْبِيَةِ .
الْحَقُ أَنَّ وَزَارَةَ الْتَّرْبِيَةِ تَحْتَاجُ الَىَّ نهضة شاملة تَشْمَلُ جَمِيْع مَرَافِقِهَا وَادَارَاتِهَا وَعَلَىَ رَأْسِهَا الْاشْرَاف الْتَّرْبَوِيِّ الَّذِيْ هُوَ رُكْن أَسَاس فِيْ الْوَزَارَةِ، مِنْ هُنَا نقْتَرَح بَعْضَ الْمُقْتَرَحَاتِ الَّتِيْ تُسَاعِدُ عَلَىَ تَّطْوِيْرِ الْجِهَازُ الْتَّرْبَوِيِّ وَيحدُّ مِنْ ترَاجِعَه لاهَمّيْتة الاشراف التربوي فِيْ بِنَاءِ الْبَلَدِ وَمُسْتَقْبَلِهِ مِنْ خِلَالِ الْعِنَايَةِ بِأَهَمِّ شَرِيْحَة تَتَصَدَّى لِهَذِهِ المَسْؤليّة.
وَاذّا دَعَوْنَا الَىَّ اصْلَاحِ فِيْ وَزَارَةِ الْتَّرْبِيَةِ، فَانٍ الْاصْلَاحَ هُنَا لَا يَعْنِيْ بِالْضَّرُوْرَةِ وُجُوْدِ فَسَادٍ ادّارِيّ أَوْ مَالِيْ مَقْصُوْد بَلْ نَقْصِدُ بِهِ وُجُوْد تَأَخَّر وَرُبَّمَا جَهْلٍ يُؤَدِّيَ الَىَّ فَسَاد يَصْعبُ مُكَافَحَته مُسْتَقْبَلَا. نَقْصِدُ بِاصْلاحِ الْنِّظَامِ الْتَّرْبَوِيِّ وَالاداريٍ الْتَّقْلِيِّدِيِّ، وَضَعَ آَلِيّاتٍ جَدِيْدَة لِعَمَلِه وَاسْتِبْدَال الْوَسْائِلِ التَّقْلِيْدِيَّةِ بِوَسَائِلَ أَكْثَرَ تَطَوُّرا تُسْهِمُ فِيْ ازَالَة الْفَسَاد الاداريٍ بِصُوْرَةٍ غَيْرِ مُبَاشَرَةٍ أَوْ - في الأقل - لَا يُسَاعِدُ عَلَىَ ممارسة الفساد مستقبلا وَانْتِشَارِهِ وَمَنْ ثمّ اسْتِفَحَالُهُ. وَيُجَنِّبُهَا الْنَّمَطِيَّة وَالتَقْلِيدِيّة وَالْطَّرَائِقِ الْمُسْتَهْلَكَة الْمَقِيْتَةَ فِيْ نِظَامهَا الاداريٍ وَالْتَّرْبَوِيَّ.
وَعَلَى الْرَّغْمِ مِنْ الْمُشْتَرَكَاتِ الْكَثِيْرَةِ بَيْنَ وَزَارَتِيْ الْتَّرْبِيَةِ وَالْتَّعْلِيْمِ الْعَالِي وَتَكَامِلهُما فِيْ تَحْقِيْقِ الاهْدَاف الْعِلْمِيَّةِ وَالْتَّرْبَوِيَّةِ لِلْأَجْيَالِ، الَا انْ الْبَوْن وَاسِعٌ مِنْ حَيْثُ: الْثَوَابِتِ وَالْمُتَغَيِّرَاتِ وَالْمَنَاهِجَ الْدِّرَاسِيَّةِ وَالْخُصُوْصِيَّةِ وَالادَارَة وَالْقَوَانِيْنِ وَالتَّدْرِّيسِيِّينَ وَمُسْتَوَاهم الْعِلْمِيَّ وَتَّحْصِيْلِهم الْدِّرَاسِي وَغَيْرِهَا... وَيُمْكِنُ الاسْتِفَادَة مِنَ الضوابط الْعِلْمِيَّةِ لِوَزَارَةِ الْتَّعْلِيْمِ الْعَالِيْ وَلَا سِيَّمَا في تَطْبِيْق التَرْقِيَاتِ الْعِلْمِيَّةِ مع مرَاعِاة خُصُوْصِيَّة مُنْتَسَبِيْ وَزَارَة الْتَّرْبِيَةِ. مِمَّا يَرْفَعُ مِنْ الْمُسْتَوَىَ الْعِلْمِيَّ لْمُنْتَسْبيّ الْوِزَارَة وَيُؤَثِّرُ تَأْثِيْرا ايِجَابِيّا فِيْ الْمُجْتَمَعِ كُلِّهِ لِارْتِبَاطِ الْحقل الْتَّرْبَوِيِّ بِالْمُجْتَمَعِ ارِبَاطَا وَثِيْقَا.
الْمِحْوَرِ الْثَّانِيَ: الْاشْرَاف الْتَّرْبَوِيِ:
إِنَّ عَمَلِيَّةَ الْإِشْرَافِ، إِذَا أُرِيْدَ لَهَا أَنْ تُؤَدّى عَلَىَ الْوَجْهِ الْأَكْمَل ، يَنْبَغِيْ تَطْبِيْقُ التَرْقِيَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَحُصُول الْمُشْرِف الْتَّرْبَوِيِّ عَلَىَ الَّلَقَب الْعِلْمِيَّ فَضْلَا عَنِ ذَلِكَ مُرَاعَاة الْمَسْائِلِ الاتِيَةِ: :
ـ اخْتِيَار الْمُشْرِفِيْنَ الْتّرْبَوِيِّين مِنْ بَيْنِ الَّذِيْنَ مَارَسُوْا الْتَّعْلِيْمِ وَالْإِدَارَةِ مُدَّةً لَا تَقُل عَنْ عَشْرِ سَنَوَاتٍ، بَعْدَ أَنْ يَجْتَازُوْا دَوْرَاتِ خَاصَّةً مُعَدَّة لِهَذَا الْغَرَضِ بِتَفَوُّقٍ.
- تُدْرَس أَضَابِيْرهم، وَيَجْرِيَ التَّعَرُّف عَلَى أَوْضَاعِهِمْ دَاخِلَ الْمَدْرَسَةِ وَخَارِجَهَا، وَعَلَىَ مُسْتَوَاهم الْثَّقَافِيّ، وَالِاجْتِمَاعِيّ، وَالْعِلْمِيِّ. وَالتَّعَرُّفِ عَلَىَ عِلَاقَتهم بمُدِيْر الْمَدْرَسَةِ وبِالْمُعَلِّمِيْنَ ، وَمَدَىْ الاحْتِرَامِ المتبادل بينهم، وَالْعَمَل عَلَىَ تَعْزِيْز هَذِهِ الْعَلَاقَات وَتَوَطُيدِهَا.
ـ إِعْدَادُ دَوْرَاتِ سَنَوِيَّة لِلْمُشْرِفِيْنَ الْتّرْبَوِيِّين لِغَرَضِ الْإِطِّلاع عَلَىَ أَحْدَثِ الْأَسَالِيْب الْتَّرْبَوِيَّةِ، ولِتَبادُل الْخِبْرَاتِ وَالْتَّجَارُبِ الَّتِيْ حَصَلُوْا عَلَيْهَا خِلَالَ عَمَلِهِمْ.
ـ تَنْظِيْم زِيَارَات لِلْمُشْرِفِيْنَ الْتّرْبَوِيِّين لَمُخْتَلِف الْبُلْدَان، بُغْيَةَ الْإِطِّلاعَ عَلَىَ الْأَسَالِيْب الْتَّرْبَوِيَّةِ الْمُتَّبَعَة فِيْ تِلْكَ الْبُلْدَانْ، وَالَاسِتِفَادَة مِنْهَا فِيْ تَطْوِيْرِ أَسَالِيبَنا الْتَّرْبَوِيَّةِ .
- مقدرة المشرف التربوي على جَمْع الْخِبْرَاتِ الْجَيِّدَة الَّتِيْ يَحْصُلُ عَلَيْهَا مِنْ خِلَالِ عَمَلِهِ، وَتَّعْمِيمِهَا عَلَىَ الْمَدَارِسِ لِلْاسْتِفَادَةِ مِنْهَا. وَالْعَمَلُ عَلَىَ مُعَالَجَة الْعُزْلَةِ الْفِكْرِيَّة لَدَىَّ الْمُعَلِّمِيْنَ.
- مقدرته على التَّعَرُّفِ عَلَىَ مُسْتَوَىَ الْتَّلامِيْذ فِيْ جَمِيْعِ الْنَّوَاحِي ، الْشَّخْصِيَّةِ ، وَالْعِلْمِيَّةِ ، وَالتَرْبَوِيَّةِ وَالْإِسْهَامِ فِيْ الْسَّمَو بِهَا ،
- عِنَايَته الْمُتَوَازِنَة بَيْنَ الْمُسْتَوَىَ الْعِلْمِيَّ وَالاداريٍ اذْ غَالِبا مَا يَطَغَىَ الْجَانِبِ الاداريٍ وَالتَّوْجِيْهِ الْتَّرْبَوِيِّ التعليمي لَدَىَّ الْكَثِيرِ مِنْ الْمُشْرِفِيْنَ الْتّرْبَوِيِّين عَلَىَ الْمُسْتَوَىَ العلمي. اذ ثمة فرق بين المستويين: العلمي والتعليمي.
- الْإِحَاطَةُ الْتَّامَّة بِالَّمَناهِجَ الْمَدْرَسِيَّة، كَيْ يَتَمَكَّنَ مِنْ التَّعَرُّفِ عَلَىَ سَيْرِ الْعَمَلِيَّةِ الْتَعْلِيْمِيَّةِ، وَالْمُسْتَوَى الَّذِيْ وَصَلَ إِلَيْهِ الْتَّلامِيْذُ، وَمَدَىْ إِحَاطَةِ الْمُعَلِّمُ بِالْمَادَّةِ الَّتِيْ يُدَرِّسُهَا .
- الْتَّتَبُّعِ وَالَّدِّرَاسَةِ الَّتِيْ تُمَكِّنُهُ مِنْ التَّعَرُّفِ عَلَىَ آَخَر التَّطَوُّرَاتِ فِيْ الْأَسَالِيْب الْتَّرْبَوِيَّةِ وَالْتَّعْلِيْمِيَّةِ ، بُغْيَةَ إِيْصَالهَا بِدَوْرِهِ إِلَىَ الْمُعَلِّمِيْنَ لِلْاسْتِفَادَةِ مِنْهَا. .
- فَضْلَا عَنْ عِنَايَتِهِ بِوَاجِبَاتِهِ الْتَّرْبَوِيَّةِ وَالادَارِيّة الْاخْرَى نَحْوَ الْكَيْفِيَّةِ الَّتِيْ تتَمَّ بِمُوْجِبِهَا تَوْزِيعِ الْدُّرُوسِ عَلَىَ الْمُعَلِّمِيْنَ ، وَهَلْ رُوْعِيَتْ فِيْهَا الرَّغْبَةِ وَالِاخْتِصَاصِ وَالْخِبْرَةَ لَدَىَّ الْمُعَلِّمِيْنَ. وَحَاجَة الْمَدْرَسَةِ لَمُخْتَلِفٌ وَسَائِلِ الْإِيْضَاحِ، والأجهزة التقنية، والمختبرات، وَالْأَثَاث ، وَغَيْرِهَا مِنْ اللَّوَازِمِ الْضَّرُوْرِيَّةِ. وَالْإِطِّلاع عَلَىَ مَكْتَبَةِ الْمَدْرَسَةِ، وَمَا تَحْتَوِيْهِ مِنْ كُتُبِ، ونوْعِيَّتِهَا، وَمَدَىْ فَائِدَتِهَا لِلْتَّلامِيْذِ وَالْمُعَلِّمِيْنَ، وَتَغَذِيَّتِهَا بِمَا يَسْتَجِدُّ مِنَ الْكُتُبِ الْمُفِيْدَةِ... وَغَيْرِ ذَلِكَ.
المحور الثالث: تَوْصِيَاتِ :
- انْ تَطْبِيْق التَرْقِيَاتِ الْعِلْمِيَّةِ خَطْوَة في الاتجاه الصحيح نَحْوَ تَطَوّير قُدُرَاتِ الْمُشْرِف الْتَّرْبَوِيِّ لِتَحْقِيْقِ مَدْرَسَةِ الْمُسْتَقْبَلِ: ( lsmart school ) أَوْ الْمُدرسَةِ الْذَّكِيَّةِ كَمَا يُطْلَقُ عَلَيْهَا الْيَوْم وَالَّتِي تَسْعَى الَيْهَا بَعْض الْدُّوَلِ. وَهِيَ: (مَشْرُوع تَرْبَوِيّ يَطْمَحُ لِبِنَاءِ أنَمُوْذَج مُبْتَكِر لَمَدْرَسَة حَدِيْثَة مُتَعَدِّدَة الْمُسْتَوَيَاتِ تسْتَمَدُّ رِسَالَتهُا مِنْ الْإِيْمَان بِأَنّ قُدْرَة الْمُجْتَمَعَاتِ عَلَىَ الْنُّهُوْضِ وَتَحْقِيْقِ الْتَّنْمِيَةِ الْشَّامِلَةِ مُعْتَمَدَةِ عَلَىَ جَوْدَةِ إِعْدَاد بِنَائِهَا الْتَّرْبَوِيِّ وَالتَعْلِيْميّ, لِذَا فَان الْمَدْرَسَة تعَدُّ الْمُتَعَلِّمِيْنَ فِيْهَا لْحَيَاة عَمَلِيَّة نَاجِحَة مَعَ تَرْكِيْزهَا عَلَىَ الْمَهَارَاتِ الْأَسَاسِيَّة وَالعَصَرِيّة وَالْعَقْلِيَّةِ بِمَا يَخْدُمُ الْجَانِب الْتَّرْبَوِيِّ وَالْقِيَمِيِّ لَدَىَّ الْمُتَعَلِّمِيْنَ ) .
- انّ الْمَدْرَسَة مُؤَسَّسَةٌ تَعْلِيْمِيَّةٌ تَرْبَوِيَّة تُعْنَىْ بِبِنَاءِ الْمُتَعَلِّمِيْنَ بِنَاءً شَامِلا وَتَسْعَى إِلَىَ تَرْجَمَةِ غَايَة الْتَّعْلِيْمِ وَأَهَدَافِهِ إِلَىَ سُلُوْكٍ وَقِيَمِ ذَاتِ أَهْدَاف تَرْبَوِيَّةِ وَتَعْليْميّة وَاجْتِمَاعِيَّةٍ وَلِذَا وَجَبَ أَنْ يَكُوْنَ لَهَا دَوْرُهَا الْرِيَادِي فِي خِدْمَةِ الْمُجْتَمَعِ وَالتَّوَاصُل مَعَهُ فِيْمَا يُحَقِّقُ الْأَهْدَافَ الْمَرْجُوَّة، ولِيَّكُوُنَ لَمَدْرَسَة الْمُسْتَقْبَلِ ذَلِكَ الْدَّوْر فَإِن عَلَيْها أَنْ تتَعَدّى محيطها وَتذْهِبُ إِلَىَ عُمْقِ الْمُجْتَمَعِ لِتَتَّسِعَ دَائِرَةُ تَأْثِيْرهَا من خلال إِيْجَادِ الْبَرَامِجِ الاجْتِمَاعِيَّةِ الَّتِيْ يُدْعَىَ إِلَيْهَا فِئَاتُ الْمُجْتَمَعِ الْمُخْتَلِفَة. والْمُشَارِكَة فِيْ مُنَاسَبَات الْمُجْتَمَعِ الْمُخْتَلِفَةِ وتأدية الْأَدْوَارِ الْإِيجَابِيَّة فِيْ تَفَعِيْلَهَا.
- سَاعَدَتْ ثَوْرَة الَاتْصِالِات وَالْمَعْلُوْمَاتِ وَالانْفُجَارٍ الْمَعْرِفِيّ عَلَىَ تَغَيُّر حَيَاة الْأَفْرَادِ وَالْمُجْتَمَعَاتِ. وَلِذَا تُعَدُّ الْمَنَاهِج الْمَدْرَسِيَّة هِيَ مَصْدَرُ الْمَعْرِفَةِ الْوَحِيْد لِلْمُتَعَلِّمِ وَمِنْ هَذَا الْمُنْطَلَقِ فَانَّهُ يَنْبَغِي أَنْ تُرَاعِي مَنَاهِج مَدْرَسَةِ الْمُسْتَقْبَلِ تِلْكَ التَّغَيُّرَاتِ الْمُتَلَاحِقَة وَالْأَحْدَاثَ الْيَوْمِيَّةِ مِنْ حَيْثُ الْمُحْتَوَىْ وَالاسْتِفَادَةِ مِنْ التِقَنِيَةِ الْحَدِيثَةِ وَبِهَذَا يُمْكِنُ الْقَوْلُ أَنَّ تَطَوّيرَ الْمَنَاهِجِ عَمَلِيَّةُ مُسْتَمِرَّةٌ مَّبْنِيَّةٌ عَلَىَ أُسُسِ وَاضِحَة مُحَافِظَة عَلَىَ خَصَائِصِ الْأُمَّةِ فِيْ الْنَّوَاحِيَ الْثَّقَافِيّة وَالْقِيَمِيَّة وَالَعَقَائِدِيَّة وضمنَ نِظَامٍ مُتَطَوِّر مُسَايَر لِّمُتَطَلَّبَاتِ الْعَصْرِ ... .
- تَحْوِيِل الْعَلَاقَة بَيْنَ الْتِّلْمِيْذ وَالْمَدْرَسَةِ وَبَيْنَ الْمُدَرِّس وَالْمُشْرِفِ وَالادَارَة إِلَىَ مُشَارَكَة دِيْمُقْرَاطِيَّة وَتَعَاوَن لَا يَسُوْدُهَا جَو مِنَ الْخَوْفِ وَالرَّهْبَةِ. مِنْ خِلَالِ تَرْكِيْز الْمُشْرِف الْتَّرْبَوِيِّ أَوَّلَا عَلَىَ الْجَوَانِبِ الْإِيجَابِيَّة فِيْ عَمَلِ الْمُعَلِّم وَإِطْرَائِهَا، بِأُسْلُوبٍ تَرْبَوِيّ يلِيْقُ بِمَكَانَةِ الْمُعَلِّم أَوْ الْمُدَرِّس الْسَّامِيَةِ، وَبِهَذِهِ الْطَّرِيْقَةِ يَدْفَعُ الْمُشْرِفُ الْتَّرْبَوِيِّ الْمُعَلِّمِيْنَ عَلَىَ تَحْسِيْنِ أَدَاءِ عَمَلِهِمْ وَتَطْوِيْره ، فِيْ جَوِّ مِنْ الِاحْتِرَامِ الْمُتَبَادَل، يَسْتَطِيْعَانِ بِوَسِاطَتِهِ مُعَالَجَة كُلّ مَا تُجَابَه الْمَدِرَسَة مِنْ مَشَاكِل بِيُسْرٍ وَسُهُوْلَةٍ وَتَحْقِيْقِ أَهْدَافهَا الْعِلْمِيَّةِ وَالْتَّعْلِيْمِيَّةِ.
- إِظْهَار مَوَاهِبِ الْمُتَعَلِّمِيْنَ وَقُدُرَاتِهِمْ الْعَمَلِيَّةِ وَالْمِهَنِيَّةِ . ورَفَع مُسْتَوَى تَفْكِيْرِهم وَجَعَلَهُ قَادِرا عَلَىَ الْتَّجْدِيْدِ وَالابْتِكَار وَالْإِبْدَاع. من خلال الْتَرْكِّيز عَلَىَ أَنْ يَكُوْنَ الْمُتَعَلِّم مِحْوَر الْعَمَلِيَّةِ الْتَعْلِيْمِيَّةِ .
- تَغْيِيْر ثَقَافَة الْعَمَلِ فِيْ إِدَارَةِ الْمَدْرَسَةِ بِتَحْوِيْلِ مُفَاهَيْم مُدِيْرِيْ الْمَدَارِسِ بِاتِّجَاهِ الْإِدَارَةِ بِالْفُرَيْقِ وسياسة الاجماع وَالِاعْتِمَادِ عَلَىَ أُسْلُوْبِ الْإِبْدَاع وَحَلَّ الْمُشْكِلَاتِ . ومنح فَرِيْق الْعَمَلِ فِيْ إِدَارَةِ الْمَدْرَسَةِ الْصَّلاحِيَّاتِ الْلَّازِمَة الَّتِيْ تُمَكِّنُهُ مِنْ اتِّخَاذِ الْقَرَارَاتِ الْمُفَعَّلَة لِلْعَمَلِ دُوْنِ انْتِظَارٌ الْتَّعْلِيْمَاتِ الَّتِيْ تُمْلَىَ عَلَيْهِمْ.
الْمَصَادِرُ:
- صُوْرَة الْمَدْرَسَة فِيْ الْمُسْتَقْبَلِ، عَبْدِالْرَّحْمَنِ المشِيَقيْح , (1419هِـ ).
- مُسْتَقْبِل الْتَّرْبِيَةِ وَتَرْبِيَةُ الْمُسْتَقْبَلِ، الْمُنَظَّمَة الْعَرَبِيَّة لِلْتَّرْبِيَةِ وَالْثَّقَافَةِ, تُوْنِس(1408هِـ) .
- مَشْرُوْع مَدْرَسَةِ الْمُسْتَقْبَلِ، مَكْتَب الْتَّرْبِيَةِ بِدُوَلِ الْخَلِيْجِ الْعَرَبِيّ ( 1420هِـ ) .
- الْمَنْهَج أُصُوْله ,أَنْوَاعه , مُكَوِّنَاته، مُحَمّد زِيَاد حَمْدَان (1402هِـ )
- وَرَقَة عَمَلِ حَوْلَ مَدْرَسَةِ الْمُسْتَقْبَلِ، بَوَّابَة مَكْتَب الْتَّرْبِيَةِ الْعَرَبِيّ لِدُوَلِ الْخَلِيْجِ 5/9/2006. http://www.abegs.org/Aportal/Default.aspx
- وكالة السلطة الرابعة للأنباء (سرا) / بغداد 2010-03-25 .
أ. د. حسن منديل حسن العكيلي
كلية التربية للبنات- جامعة بغداد
aligeali@Gmail.com
تعليقات